الناس وكلام الناس!!......
الزيارات:
الزيارات:
الناس الناس الناس
كلمة تتردد كثيرا علي مسامعنا منذ نعومة الأظافر يتم تخويفنا بالناس ويتم تنبيهنا كي لا نفعل الغلط عشان الناس (ياخ ماكان تخلونا نغلط عشان نتعلم) !! حاجة عجيبة....
يتم تحذيرنا من كل شيء حولنا حتي صديقاتنا تجنب لكلام الناس....الحب يجب أن لا نعلن عنه خوفا من الناس والفضائح....!! والمرآة يجب أن لا نقف أمامها طويلا كي لا يتهامس الناس حولنا...!!
لم أتخيل يوما وأنا طفلة تتعلم حب كل من حولها إنني أنتمي لمجتمع لايعترف بالحب ويعتبره جريمة كبري يجب أن يعاقب مرتكبها!!...
وأشياء تجول في أنفسنا ولكنها لاتعرف طريق الخروج خوفا من كلام الناس...!!! أشعر في أحيان كثيرة بأننا نعيش من أجل أولئك الناس... وفي حياة الرجل عندنا إمرأتين واحدة يحبها ويتركها بسبب كلام الناس وأخرى يتزوجها ايضا بسبب الناس... نعطي كلام الناس حيزاً أكبر من المعقول...
نصل لمراحل نكتشف معها اننا لا نملك حق إختيار وكل خطواتنا مفروض بالطاعة حتى لو كانت النهاية هي الألم والحزن...لقد تفاجئت عندما بدأت أمشي أولي خطواتي نحو الحياة وكبرت وبدأت أتعلم معني الاشياء اني إكتشفت أننا مجتمع كل أفراده وجودهم لم يكن لأجل أنفسهم وإنما لأجل الناس...
ذلك الشاب الذي خذل حبيبة عمره ولم يتزوجها إرضاء لوالدته وأهله والناس!!... وذلك الشاب الذي دخل الطب بدلا عن الهندسة كان ليرضي أفراد عائلته والناس...! وتصفيق حااااااد وهاااااااائل لفنان لم أحب فنه يوما ولم يعجبني صوته ولكن ارضاء للناس !!...
العانس التي فاتها قطر الزواج تبكي علي اللقب الذي بات مقترن بإسمها علي ألسنة وأفوه الناس ولا تبكي علي العمر الذي ضاع أو القطر الذي فاتها أو الرحلة التي لم تجد فيها الرفيق!!... واسوأ ما يمكن أن تعيشه أي إمرأة أو فتاة قد يكون سببه الرئيسي كلام الناس....
الزواج عندنا بالعافية و بدون حب إرضاء لناس وناس وخوفا من كلام الناس والإرتباط بدون أي مشاعر وكلمة أحبك إنقرضت بل لا وجود لها في البيوت السودانية بسبب الناس وعادات الناس......
كلام الناس يجعلنا نبتعد في أحيان كثيييرة عن أصدق و أسمى حب في حياتنا ونفقد أعز الناس في دنيانا بسبب الخوف من كلام الناس....
كلام الناس مرض إستشرى في جسد المجتمع السوداني وسيظل كامن في احشائنا حتي إشعار آخر.... حتي زميلة الدراسة التي كانت تميل لبنات جنسها وتمارس السحاق داخل (حمامات المدرسة) بحثا عن حب بطعم مختلف بعدما أصبحت اليوم شخصية ثورية ونضالية ويشار لها بالبنان تتحاشي زميلاتها القدامي خوفا من أن يعلن علي الملأ حكاياتها القديمة مع البنات ومغامراتها السحاقية مع بنات جنسها.... خافت من كلام الناس وماسيترتب عليه من أحداث إذا ماعرف المجتمع إن المناضلة ال.... والزوجة في الأصل سحاقيه....
وكم منا نحن البشر يخفي بداخله حقيقة ما يخاف أن يعرفها الناس ويتعرض للقيل والقال وكلام الناس!!! كيف يكون للآخرين القدرة على السيطرة والتحكم بحياتنا هكذا ونحن لانفعل إلا الخضوع والإستسلام!!!!......
سيدة سودانية عرفتها في الغربة متزوجة من سوداني في عمر أبوها ولديها ثلاثة أطفال لم يتشابه واحد منهم مع زوجها بل سبحان الله كانوا صورة طبق الأصل لسوداني عازب يعيش مع عزابة من أمثاله وسمعنا الهمز والغمز واللمز عن الأطفال... سألتها ذات مرة بل كل مرة حدثتها لماذا لم تطلب الطلاق وتتزوج من إختاره قلبها بدلا عن الحرااااام فكانت الإجابة الفضائح وكلام الناس...وصل الحال لأن نستسهل ونسترخص غضب الله سبحانه وتعالي ونضع أمام أعيننا فقط الناس وكلام الناس!!......
كل شيء يحيط بنا أصبح مرتبط بالناس وكلام الناس....!!! وفجأة قد نكتشف إننا خسرنا كثيراً في حياتنا لأننا لم نكن نملك القدرة وتلاشت كل المقدرة علي إتخاذ قرارات مصيرية في حياتنا ارضاء للناس...! والناس في هذا الزمن يملكون قدرة هائلة على تحطيم الذات فلانتوقع إننا سنرضي أحداً وسنخرج دائما بنفوس مفعمة بالألم وإنكسار لأيام قادمة وبعيدة وستصبح قلوبنا كتلك القطنة البيضاء التي لم تسلم أبداً من غرز الأبر ...!!....
تبا لها من عقول خاويه
.jpg)
0 التعليقات :
إرسال تعليق